يمثل استكمال الدراسات العليا في الخارج إحدى اهتمامات الطلبة المغاربة، حيث يفتح لهم آفاقاً جديدة وتكويناً متخصصاً وانفتاحاً على أنظمة تعليمية متقدمة، مقارنة بما هو متوفر في الجامعات والمعاهد المغربية. إلا أن هذا الأمر لا يخلو من صعوبات، لذا فعلى الطالب الذي يرغب في متابعة الدراسة بالخارج أن يأخذ بعين الاعتبار إمكانياته الخاصة ومؤهلاته، فهناك العديد من الطلبة غير قادرين على خوض مثل هذه التجربة إما لكونهم تنقصهم الخبرات أو المصادر المالية الكافية. وحتى إذا توفرت هذه الإمكانيات والمؤهلات للطالب المعني فمن المحتمل أن يواجه، مثل جميع المغتربين، بعض المشاكل عند الالتحاق ببلد الاستقبال الأجنبي، وهي مشاكل تتعلق باللغة والتأقلم والشعور بالغربة والعزلة والحنين إلى الأهل والوطن.
وفي هذا الإطار لا بد من تنبيه الطالب الراغب في متابعة دراسته العليا بإحدى الدول الأجنبية إلى ما يلي:
- يشترط في المترشح لمتابعة دراسته العليا في دولة أجنبية إتقان لغتها القومية، وقد يجتاز الطالب المعني روائز (des tests) في هذا الشأن ك: (TCF: بالنسبة للغة الفرنسية أو TOEFL: بالنسبة للغة الإنجليزية) للتأكد من تمكنه منها كما تقوم بعض الدول كأوكرانيا بتلقين لغتها للطالب الأجنبي لفترة معين فد تصل إلى سنة دراسية كاملة؛
- تتطلب متابعة الدراسة العليا بالخارج مصاريف كثيرة وعديدة قد تثقل كاهل الأسرة برمتها، ويعتبر توفر المترشح على موارد مالية كافية شرطا أساسيا لقبول ترشحه من طرف المؤسسة المطلوبة؛
- معظم الدول لا تمنح منحا دراسية، لذلك وجب على الطالب التكفل بمصاريف النقل والإقامة والدراسة والتطبيب وغير من الحاجيات؛
- على المترشح القيام بإجراءات الترشيح وبعده التسجيل مبكرا وفق التواريخ والآجال المحددة لذلك من قبل الدولة أو المؤسسة المستقبلة؛
- التسجيل للدراسة بدولة أجنبية لا يعني الحصول على تأشيرة دخول تراب هذه الدولة بشكل تلقائي، بل يجب على الطالب القيام بإجراءات الحصول على هذه التأشيرة لدى التمثيليات الدبلوماسية للدولة المعنية (بالقنصليات أو السفارات) ويقتضي الأمر الإدلاء بالوثائق المطلوبة والاستجابة لمجموعة من الشروط أهمها القدرة المالية؛
- على المترشح التأكد من أن الشواهد الدراسية التي يتوفر عليها مطابقة لما هو مطلوب للالتحاق بالمؤسسة والشعبة المرغوب فيهما؛
- على المترشح التأكد من أن الشواهد المرغوب في الحصول عليها بالدولة الأجنبية المستقبلة معترف بها من طرف السلطة المغربية، ولهذه الغاية يتوجب على الطالب المعني الاتصال بوزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي؛
- ويجب التنويه إلى أن نمط العيش في بلاد الغربة يختلف تماما عما اعتاده الطالب في بلده، إذ يتوجب عليه تدبير أموره بنفسه كالاعتناء بمسكنه وسداد الفواتير وتدبير ميزانيته وغيرها من الأمور التي كانت ملقاة على عاتق أبويه أو ولي أمره إذ تفرض عليه الدراسة بالخارج مسؤوليات جديدةّ؛
- على المترشح الحرص على الاحتفاظ بالنسخ الأصلية للوثائق من شهادات وديبلومات والبطائق التعريفية والإدلاء بنسخ طبق الأصل مصادق عليها عند الاقتضاء للتمثيليات الديبلوماسية أو غيرها (إلا في حالة التنصيص بعكس ذلك).
0 التعليقات:
إرسال تعليق