المتفوقون عقليا: كيف يمكن التعامل معهم Les Génies

المتفوقون عقليا: كيف يمكن التعامل معهم
Les Génis
genies
المتفوق هو الفرد الذي لديه قدرات ممتازة على الإنجاز وهو يحتاج إلى برامج تربوية خاصة، وخدمات إضافية إلى جانب ما يقدم في البرنامج الدراسي العادي كي يحقق مهماته بالنسبة لنفسه ولمجتمعه
من الخصائص التي يجب أن يتميز بها معلم الطلبة الموهوبين: أن يكون قيادياً ومرشداً لا تعسفياً في تعامله مع الناشئة ديمقراطياً ومجدداً لا مذعناً، لا يعمل على إعطاء الحلول الجاهزة لديه
يحظى المتفوقون في وقتنا الحالي باهتمام بالغ في عدد غير قليل من بلدان العالم، وذلك لأن المتفوقين هم عماد الأمة والثروات الحقيقية لشعوبهم وأممهم، إذ عن طريقهم يتوافر للدولة ما تحتاجه من روافد فكر وعلم وفن، يفيدونها في شتى المجالات وفي ارتياد آفاق المستقبل وتطوير سبل العيش.. وحتى يتمكن أطفالنا المتفوقون مستقبلاً من إفادة بلدهم بما لديهم من طاقات وقدرات ومواهب، ومن الإسهام الفعال في عمليات التطوير، وإدارة عجلة التقدم العلمي والمعرفي والتكنولوجي، ومسايرة ركب الحضارة، ولكي يكون انتاجهم ذا معنى وقيمة في مجتمعهم، لا بد من إحاطتهم بالعناية المناسبة التي تساعدهم على تفجير طاقاتهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم غير العادية بالشكل الأمثل، وبما يعود عليهم وعلى بلدهم بالخير على أحسن وجه ممكن، وقبل الحديث عن استراتيجيات العناية بالمتفوقين يكون من المفيد أولاً تعريف التفوق العقلي، وأهم سمات المتفوقين وحاجاتهم الخاصة.
تعريف التفوق:

في بداية السبعينيات ظهر تعريف المتفوقين على أنهم (أولئك الأطفال الذن يظهرون أداء فائقاً في واحد أو أكثر من المجالات التالية: قدرة عقلية عامة، أو استعداد دراسي خاص، أو تفكير ابتكاري أو إنتاجي، أو القدرة على القيادة أو الفنون أو قدرة »نفس حركية)، وهناك تعريف آخر ظهر حديثاً »إن المتفوق هو الفرد الذي لديه قدرات ممتازة على الإنجاز وهو يحتاج إلى برامج تربوية خاصة، وخدمات إضافية إلى جانب ما يقدم في البرنامج الدراسي العادي كي يحقق مهماته بالنسبة لنفسه ولمجتمعه«.
خصائص المتفوقين عقلياً:

أولاً الخصائص العقلية:
- لديهم ازدياد في حصيلتهم اللغوية في سن مبكرة
- ازدياد قدراتهم على استخدام الجملة التامة في سن مبكرة عندما يعبرون عن أفكارهم.
- يتميزن باليقظة وقدرتهم الفائقة على الملاحظة والاستيعاب وتذكر ما يلاحظونه
ـ الشغف بالكتب في سن مبكرة.
- القدرة على التركيز والانتباه لمدة أطول مما يستطيعه الأطفال العاديون
- القدرة على إدراك العلاقات السببية في سن مبكرة
- القدرة على تعلم القراءة من حيث السرعة وفهم ما يقرأ
- إتقان وإنجاز الأعمال العقلية بصورة ممتازة
- يتعلمون بسهولة وينجزون مهماتهم بمفردهم
- ليس عندهم الصبر في الأعمال التي تحتاج إلى تدريب أو في الأعمال الروتينية
- تتعدد ميولهم وغالباً لا تنحصر في مجال واحد
- تستمر ميولهم مدة أطول من غيرهم وتتفاوت قدراتهم في تحصيلهم للمواد الدراسية
- مغرمون بالتطلع للمستقبل، ويهتمون بالتنقيب والبحث عن أصل الأشياء

ثانياً الخصائص الانفعالية والاجتماعية:
- ذوو سمات شخصية مرغوب فيها، إذ يوصفون بالأخلاق الحميدة وبالتعاون وتقبل التوجيهات.
- لهم قدرة فائقة على نقد الذات
- أهل للثقة ويمكنهم المقاومة إذا ما أوجدوا في موقف يغريهم بالانحراف
- أقل رغبة في التباهي واستعراض المعلومات
- لديهم فرص أكثر في تولي قيادة الجماعة
- يفضلون الألعاب التي تخضع للقوانين وللقواعد والألعاب المعقدة التي تتطلب تفكيراً.
- يفضلون أن يكون رفقاؤهم في اللعب أكبر منهم سناً، لأنهم لا يتساوون معهم في العمر العقلي.

الحاجات الخاصة بالمتفوقين:
1-الحاجة إلى المزيد من الإنجاز ليتناسب ذلك مع قدراته واستعداداته
2-الحاجة إلى مزيد من العناية من قبل المعلم وولي الأمر
3-الحاجة إلى المزيد من تقدير الآخرين ليتناسب مع ما يشعر به هو نحو نفسه
4-الحاجة إلى برنامج دراسي خاص يشبع نهمه لمزيد من التعلم والخبرة
5-الحاجة إلى برنامج خاص به من حيث الزيارات الميدانية والدراسات الإضافية

استراتيجيات العناية بالمتفوقين:
تشكل مجموعة الأفكار التي طرحناها فيما سبق الأرضية العامة أو الأسس التي تمكننا من بناء مجموعة من الاستراتيجيات التي تلزم من أجل توفير العناية المناسبة للأطفال المتفوقين ومن هذه الاستراتيجيات:
1-المعلم :
يجب أن تتضمن برامج إعداد المعلم عدداً من المساقات الدراسية من بينها سيكولوجية الموهوبين وأهداف تعلمهم، وأشكال التعامل معهم. ولا بد أن يتسم سلوكه معهم بعدد من الخصائص منها: أن يكون قيادياً ومرشداً لا تعسفياً في تعامله مع الناشئة ديمقراطياً ومجدداً لا مذعناً، لا يعمل على إعطاء الحلول الجاهزة لديه، وفي نظري المتواضع أن أهم سمة يجب أن يتحلى بها المعلم الذي يعمل مع المتفوقين هي جرأته للقول: (لا أعرف، لنبحث عن الحل معاً).[/size]

2-المنهج:
إن المنهج الدراسي في مدارسنا مبني أساساً على مسايرة الأغلبية وليس النخبة والأغلبية هم عادة المتوسطون أو العاديون من حيث القدرات والاستعدادات والميول والمواهب، فهذه المناهج قد تحقق هدفها بالنسبة للغالبية، ولكنها تكون أقل أثراً في حال التلميذ المتفوق وأقل حافزاً واستثارة لقدراته ومواهبه.. لذا يجب أن تكون المناهج:
مسايرة لما يتسم به المتفوقون من سمات
- أن تشمل المناهج العوامل الأساسية المسؤولة عن التفكير الإبداعي وهي: الطلاقة والمرونة والأصالة والتوسيع.
- أن يتم تدعيم المناهج بمجموعة من النشاطات اللاصفية مثل زيارة المكتبات وإعداد التقارير وزيارة المتاحف والمؤسسات الاجتماعية والانتاجية في المجتمع.
- أن يتم تنظيم مسابقات في مناسبات قومية أو اجتماعية بين عدة مدارس للمتفوقين


3-الأسرة:
إن للبيئة الأسرية أثرها في رعاية المتفوق وبخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، ومن أهم خصائص الجو المنزلي الذي يساعد على إظهار التفوق:
- توفير الحنان وتقبل العلاقات الاجتماعية مع الآخرين

- إثارة فضول الأطفال من خلال الاتصال مع مصادر مختلفة
- تشجيع الاعتماد على النفس في تصريف شؤونه وحل مشكلاته
- إشراك الطفل في المسؤوليات الأسرية لتنمية الصفات الاجتماعية
- تعاون البيت مع المدرسة لزيادة مهارة الأبوين في رعاية الطفل المتفوق


4-المجتمع:
يجب أن يهتم المجتمع بالتعرف على الطفل المتفوق عقلياً وإعداده وإمداده بالخبرات والتجارب وأوجه النشاط المختلفة، وذلك قبل دخوله المدرسة، وأثناء التحاقه بها عن طريق ما يلي:
إعداد أنشطة ودورات للآباء للعمل على تشجيع أطفالهم المتفوقين والعناية بهم
وضع خطة لبرنامج نشاط الأطفال يهدف إلى نمو القدرات الإبداعية عند الطفل المتفوق


أسباب العناية بالمتفوقين:
تتعدد الأساليب التي تقدم للمتفوقين لرعايتهم، ولعل ذلك يرجع إلى تعدد النظم التعليمية من ناحية وإلى اختلاف الآراء حول تعريف المتفوق وأسلوب الرعاية من ناحية أخرى، ويمكن تصنيف أساليب رعاية المتفوقين عقلياً في ثلاثة أنواع هي:
1-أسلوب التجميع:
ويقصد به تجميع التلاميذ المتفوقين بحسب قدراتهم أو ميولهم أو شكل الموهبة لديهم وعزلهم عن باقي التلاميذ لبعض الوقت، وقد يسمح مثل هذا الأسلوب للأطفال المتفوقين أن يجتمعوا مثلاً في مجموعات صغيرة مرة في كل شهر، حيث يتقابلون مع صفوة من العلماء أو الخبراء أو الأدباء أو الفنانين كي يشاركوهم خبراتهم وتجاربهم.
2-أسلوب الإسراع:
ويقصد به عدم التقيد بالخطة التربوية بل ترفيع التلميذ المتميز في قدرته إلى الصفوة العليا بسرعة أكبر من المعتاد مما يجعله قادراً على الدراسة مع من هم في مستواه من حيث النواحي العقلية أو التحصيلية.
3-أسلوب الإثراء:
ويقصد به تزويد التلميذ بخبرات تربوية إضافية مكملة للخبرات الصفية العادية لأن المتفوقين غالباً ما يتمكنون من إنهاء النشاطات الصفية العادية بسرعة وبكفاءة أكبر من غالبية التلاميذ، ومن أكثر الأشكال الإثراء شيوعاً الدراسة المفردة للتلميذ والدراسة الخاصة في مجموعات عمل صغيرة، واستخدام المكتبة أو غرف المشاريع الخاصة للدراسة الذاتية، واستخدام المصادر التعليمية في المجتمع المحلي.


طرائق التعليم التي تتبع مع المتفوقين:
من بين الطرائق التعليمية الحديثة التي سنستخدمها في هذا البرنامج والتي أثبتت الدراسات المتعددة لزومها ونجاحها في العملية التعليمية عموماً ومع المتفوقين خصوصاً وهي:

طريقة التحدي:
ويقصد به وضع مشكلة ما لتكون موضوع حل عن طريق التفكير المتمايز، مثال على ذلك، وضع المتفوق في مواقف حرجة تنطوي على مشكلة أو إشكالية معينة للتوصل إلى حلول بشأنها.

طريقة التعلم الذاتي:
غالباً ما يفضل المتفوقون الاعتماد على ذواتهم في تعلمهم واستخدام مجالات التعلم الذاتي كالتعليم المبرمج والتعليم بالفيديو والحاسوب والدارات التلفزيونية، ذلك أن التعلم الذاتي غالباً ما يشبع لديهم السرعة في التعلم والتقدم في إنجازهم وفق المعدل الذي تسمح به قدراتهم وإمكاناتهم.

طريقة العصف الذهني:
ويقصد بها الوصول إلى حل لمشكلة ما عن طريق الإدلاء بأكبر قدر ممكن من الأفكار، ومن ثم غربلة هذه الأفكار واختيار الحل الأمثل لهذه المشكلة وتتم هذه الطريقة في جلسات خاصة يجتمع فيها عدد من التلاميذ حول مائدة مستديرة يديرها مشرف له خبرة في طرائق التدريس الفعالة ويمكن القول بأن الهدف من هذه الطريقة هو تحرير المرء من المثبطات التي تعيق نشاطه الإبداعي.

تآلف الأشتات:
ويقصد بها مساعدة التلميذ على استخدام كل العناصر الذهنية العقلانية وغير العقلانية في التفكير، وتقوم هذه الطريقة على مبدأين، الأول: جعل غير المألوف مألوفاً، عن طريق فهم المشكلة وتحليلها أو مناقشتها مع مشرف لديه الخبرة لجعل غير المألوف مألوفاً. والثاني: جعل المألوف غير مألوف، ويعني ذلك إدراك الشيء المألوف على نحو لا تدركه الأبصار العادية، ويعتمد ذلك على التماثل الشخصي وهو تصور الفرد نفسه محل الشيء موضوع البحث كأن يتصور الكيميائي نفسه جزيئاً ويسأل نفسه كيف أشعر لو كنت جزيئاً؟ كما يعتمد تآلف الأشتات على التماثل المباشر، حيث يقصد به التشبيه المباشر كأن يتم تشبيه البرتقالة بالتفاحة. كما يعتمد التآلف أيضاً على التماثل الرمزي ويستخدم هذا كثيراً في اللغة والشعر كتشبيه الربيع بالشباب والشيخوخة بالخريف.

قائمة الخصائص:
ويقصد بها تدوين أو ذكر قائمة من الصفات الهامة المراد إدخالها لتحسين شيء معين، فمثلاً إذا أردنا تحسين جهاز الهاتف نحول القيام بما يلي:
- ذكر الخصائص الهامة لهذا الجهاز مثل اللون والشكل والمادة المصنوعة
- محاولة تغيير كل صفة من هذه الصفات على حدة، فمثلا اللون قد نختار الأبيض أو الأحمر
- عندما ننتهي من تغيير هذه الصفات يتضح لنا أن كثيراً من الأفكار غير عملية، فاللون ليس من السمات الأساسية، ولكن تغيير شكل السماعة هو الذي يجعل الفرق واضحاً بين شكل الهاتف الحالي وشكله بعد التحسين.


الخاتمة:
لا شك أن البدء في رعاية المتفوقين في سن مبكرة يعمل أولاً على حمايتهم من التعرض لأية عوامل قد تؤثر على تفوقهم وتخفض من تحصيلهم، كما أن الرعاية المبكرة سوف تساعد على استغلال امكانياتهم إلى الحد الأقصى، مما يساعدهم في النهاية على خدمة مجتمعهم الخدمة المرجوة.
ويمكن القول بأنه أهمية تبني برنامج لرعاية الأطفال المتفوقين عقلياً هي:
رعاية طبقة منسية في المدرسة، يعول عليها الكثيرون رفع المستوى العلمي والأدبي والثقافي في البلاد.
إثبات القدرة العقلية والإبداعية لدى الأطفال ؟؟


المراجع:
د.بدر العم، وآخرون، رعاية الأطفال المتفوقين في دولة الكويت، مايو 1985
عبدالناصر فخرو، فاعلية برنامج النشاطات الموجهة في تنمية مهارات التفكير العليا لدى طلاب المرحلة الإعدادية، رسالة ماجستير، البحرين 1998.
علياء عيسى شاهين، كفايات معلم الفصل لتلبية احتياجات التلميذ المتفوق، رسالة ماجستير، البحرين، مارس 1997.
د. مازن حلوق، استراتيجيات العناية بالأطفال الموهوبين، مجلة التربية القطرية 1992
شاركها في جوجل+

عن Unknown

0 التعليقات:

إرسال تعليق